نظّمت غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس ولبنان الشمالي، ندوة حوارية تمحورت حول مبادرة "طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية" و"طريق وحزام الحرير" الذي أطلقته الصين عام 2013، وقد تحدث في الندوة الحوارية كل من رئيس غرفة طرابلس والشمال توفيق دبوسي، أمين عام اتحاد الغرف العربية معالي الدكتور خالد حنفي، أمين عام المجلس الاعلى للخصخصة والشراكة الدكتور زياد حايك، رئيس مجلس إدارة/ المدير العام لمؤسسة تشجيع الاستثمارات في لبنان المهندس نبيل عيتاني، وسعادة سفير جمهورية الصين الشعبية في لبنان وان كيجيان.
وتناول رئيس غرفة طرابلس ولبنان الشمالي توفيق دبوسي في كلمته مرتكزات مبادرته "طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية"، لافتا إلى "رغبة اللبنانيين بتعزيز الشراكة مع الصين، حيث لقاؤنا يتمحور حول مبادرة طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية وحول تجربة الحداثة في الصين التي نعتبرها قاعدة نموذجية للانطلاق في الشراكة التي يريدها المسؤولون في الصين ويشدد على أهميتها السفير الصيني وكذلك القطاعين العام والخاص ورغبة المجتمع الدولي في التعاون مع لبنان ومن خلاله مع محيطنا العربي وما علينا إلا السهر على بناء الذات لكي نبني لبنان من طرابلس التي نريدها عاصمة لبنان الإقتصادية".
وقال:" من يتابع الصين فإنه يتلمس الارادة الصلبة في هذا البلد الحضاري الذي تحدى كافة الظروف الصعبة وباتت الصين بلدا قادر على بناء قدرات الأخرين في مناخ من الشراكة ونحن في هذا السياق لا بد لنا من توجيه شكرنا للدولة اللبنانية على توقيعها لاتفاقية المتعلقة بطريق الحرير التي ستكون لطرابلس فيها دورا محوريا كما كان في الماضي وفي ذلك دلالة على أن الدولة اللبنانية مهتمة باحتياجات شعبها الى التنمية والازدهار وأن الصين منفتحة بدورها على القطاعين العام والخاص في لبنان ولكن علينا تحديد احتياجاتنا واولوياتنا ونعلم ماذا نريد وما هي المشاريع المفيدة للجانبين الصيني واللبناني".
حنفي
وأكّد الأمين العام لاتحاد الغرف العربية معالي الدكتور خالد حنفي أنّ "طرابلس تعتبر بحق عاصمة اقتصادية للبنان، ومن هذا المكان الجاذب تتحرك المبادرات من الصين إلى طرابلس التي هي ليست بوابة عبور للأعمال التجارية وحسب، بل منصة للاستثمار بحكم الموقع والجغرافيا، فهي المكان المحوري لتكون عاصمة لبنان الاقتصادية، ووجودنا هنا في غرفة طرابلس له دلالته لأن المنطقة العربية والقطاع الخاص فيها له شهيته في الانخراط في طريق الحرير وحزام الحرير".
وشدد الدكتور حنفي على أنّ "مبادرة "طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية" ليست مبادرة محلية بقدر ما هي إقليمية، وإذا قاربنا الامور وفقا للمنهجية الموضوعية فهناك ضرورة في وجود مرفأ يشكل نقطة ارتكاز محورية، وكذلك الحاجة إلى عملية تراكم صناعي وتخصيص منطقة لوجستية لا تكون جاهزة فقط للتجارة العابرة، وأنا أمام شراكة حقيقية وجدتها في غرفة طرابلس وكذلك احتضان فعلي لمجتمع الأعمال ورواد الابتكار والإبداع فيه، وأعود لأشير الى شهية عربية للاستثمار واستخدام الفوائض وهي تتلاقى مع مبادرة الرئيس دبوسي ولا تقتصر على الحيز اللبناني، فنقطة انطلاقها هي من طرابلس ومن ثم إفريقيا وصولا الى الصين ويتم الدخول في عملية الاستثمار الاستراتيجي الأوسع من السوق العربية ويجب أن تكون هناك نقطة ارتكاز على طريق الحرير في شرق المتوسط ، حيث أن الفرص لا تتاح الا لمن يستحقها ويستشرفها ونحن نؤسس لمستقبل مشرق تحت راية القيادة التي أطلقت مبادرة طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية".
حايك
وتحدث الأمين العام للجلس الاعلى للخصخصة والشراكة الدكتور زياد حايك، فأشار إلى "أهمية نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص والفرص المتوفرة في طرابلس للقيام بالمشاريع الكبرى"، لافتا إلى "أننا لا نزال نحتاج بشكل أساسي إلى توفير فرص للعمل لان الشراكة بين القطاعين العام والخاص وجدت خصيصا لتوفير تلك الفرص ولتأمين العيش الكريم لليد العاملة، ولا بد لي بداية من أن أشير إلى المفارقات الكبرى التي تتجسد في مشاركة رئيس دولة الصين في منتدى دافوس العالمي ليتحدث عن سياسة الانفتاح التي تنتهجها الصين في المرحلة الراهنة في الوقت الذي نجد فيه الولايات المتحدة الاميركية تنغلق على نفسها، وما علينا نحن في لبنان الا ان نتلقف مبادرة طريق الحرير ونعمل معها لان الصين قادرة على مشاركتنا في انجاح مشاريعنا الحيوية لا سيما تلك التي تعتمد على الطاقة البديلة، والصين اليوم هي ثاني أكبر اقتصاد في العالم ولدينا الكثير من الاعمال التي يمكن ان يتم انجازها من خلال القدرات والخبرات التي تمتلكها الصين والحكومة اللبنانية مدركة لأهمية مؤتمر باريس أربعة وقد بات على الأبواب ونتمنى ان يكون للصين دورا كبيرا في هذا المؤتمر وكما نعلم فإن الدولة اللبنانية عاجزة عن دعم المشاريع اذ يقع على كاهل مبادرات القطاع الخاص وهذا الوضع مشابه لأوضاع مماثلة في بلدان العالم".
عيتاني
أما رئيس مجلس الادارة /المدير العام للمؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات في لبنان (إيدال) المهندس نبيل عيتاني، فتناول في كلمته ما توفره طريق الحرير والحزام المتعلق بها والتي أطلقتها حكومة الصين في العام 2013 من دمج لاستراتيجيات التنمية للبلدان التي تتواجد على تلك الطريق وبالتالي تحقيق الازدهار لتلك البلدان من خلال القوى الكامنة فيها وهناك دول ساحلية مرتبطة قديماً في طريق الحريري ويمكن أن يتجدد دورها في هذا المجال.
واشار إلى أنّ "من صلب استراتيجية "إيدال" العمل على تحقيق التنمية المناطقية والوقوف على حاجات التنمية لمختلف المدن والمناطق وضمان تحقيق التوازن بينها وتوفير فرص العمل وان منطقة شمال لبنان وبشكل خاص مدينة طرابلس تزخر بالكثير من الموارد الطبيعية والبشرية وتتمتع بسهولة التواصل مع الاسواق المحيطة ويمكنها أن تصبح قطباً اقتصاديا في هذا السياق ونحن نسجل من خلال مؤشرات النمو الإيجابية لا سيما الاستثمارية منها انها سجلت ولادة 75 مشروعا استثماريا جديدا اي بنسبة نمو بـ 60 في المئة".
كيجيان
وتطرّق سعادة سفير الصين في لبنان وان كيجيان، إلى سياسة الانفتاح التي تنتهجها بلاده بالرغم من ان نظام العولمة يلاقي الكثير من الاعتراضات، لافتا إلى أنّه "في العام 2013 طرح الرئيس الصيني شي جينبينغ مبادرة بناء «الحزام الاقتصادي بطريق الحرير» و«طريق الحرير على البحر في القرن الـ 21»، أي مبادرة «الحزام مع الطريق»، حيث أنّ المضمون الرئيسي للمبادرة يتجسد في النقاط الخمس التالية: تناسق السياسات وترابط الطرقات وتواصل الأعمال وتداول العملات وتفاهم العقليات".
وقال: "تهدف مبادرة الصين لبناء «الحزام مع الطريق» إلى تكريس روح طريق الحرير القديم المتمثل في السلام والصداقة والانفتاح والشمولية والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك، بما يعزز التعاون الإقليمي والتكامل بين آسيا وأوروبا وإفريقيا في العصر الجديد. سيتم الربط فيما بين الدول والمناطق من خلال "الحزام مع الطريق" الأمر الذي يعزز التواصل فيما بين هذه المناطق ويمكّنها من تكملة بعضها بعضاً في الاحتياجات واستفادة كل منها من مزايا غيرها، حتى تتحقق المنفعة المتبادلة والتنمية المشتركة. إن مبادرة «الحزام مع الطريق» تجسد مفهوم تشكيل الوحدة ذات المصير المشترك، تأكيدا على أسلوب المساواة والمنفعة المتبادلة المتمثل في اشتراك الجميع في البحث عن سبل بنائها وبذل الجهود المشتركة ليتمتع الجميع بإنجازاتها".
واعتبر أنّ "لبنان بلد مميّز جداً في المنطقة. والعلاقة بين الصين ولبنان ممتازة والتبادل التجاري يتقدّم بشكل سريع والصين أكبر شريك للبنان"، مشدداً على أنّ "لبنان يتمتع بثقافة وحضارة متنوّعة وسياحة مزدهرة وقطاع مصرفي قوي وقطاعات قوية، من ثقافة وفنون وإعلام".
وختم: "منذ بدء الحديث عن إحياء الخط، كانت وجهته الوصول إلى البحر المتوسط، وتحديداً سوريا ولبنان، حيث توجد المرافئ الهامة، والأسواق الصاعدة إقليمياً مع البدء بإعادة إعمار سوريا والعراق، والحديث عن بدء استخراج النفط، وفتح سوق شرق أوسطية كبيرة للعمل، والاستثمار بكافة أشكاله الحديثة".